السباق بين زوال إسرائيل وزوال لبنان، يسعى بعض المجتمع الدولي، لإزالة لبنان، كي لا تزول إسرائيل*

عاجل

الفئة

shadow
*بقلم ناجي أمهز* قبل قراءة المقال نحن كلبنانيين بحاجة أن نجلس مع بعض كلبنانيين فقط، وأن نفكر معا كي نحافظ على لبنان كل لبنان، وإلا لا مكان لنا بين الدول والأمم. لا فرق من ربح جولة ومن خسر، المهم ان نربح الوطن والمهم اكثر ان لا نخسر الوطن، وما جميعنا اليوم الا اسماء فلا يجوز ان تكون اسمائنا اكبر من سماء الوطن. هناك أسئلة كثيرة تدور بعد الاتفاق الإيراني السعودي، والتي اختصرت بمقولة أنها صفحة جديدة، خاصة بعد توقف الحرب الإعلامية، والتي حل مكانها بفرح كبير عبارات الاستقرار والتهدئة، وعودة القنوات الدبلوماسية، والدعوة إلى تكريس مفهوم التقارب للانتقال بالشرق الأوسط إلى دوره الريادي الجديد، بعيدا عن تداعيات تراجع الدور الأمريكي، ووقوع العدو الإسرائيلي بالفخ الذي أعده للدول العربية تحت مسمى الربيع العربي، لكنه تحت مسمى الربيع العبري الذي يبدو عاصفا بشدة، لأسباب عديدة يعاني منها كيان العدو الإسرائيلي، في الداخل انقسام يهودي سياسي وديني حاد، إضافة إلى ارتفاع وتيرة العلميات البطولية التي يقوم بها الشعب الفلسطيني البطل لاسترجاع أرضه، وإقليميا هناك تطور ونمو غير مسبوق لدول محور المقاومة على كافة الأصعدة، ومنها حالة الاستقرار السياسي التي بدأت تظهر جليا من خلال أكثر من اتفاقية. وأمام هذا المتغير المتسارع وجد الفريق اللبناني المعادي لمحور المقاومة، ودون سابق إنذار نفسه وحيدا لا يمتلك أي أجوبة أو معرفة سابقة لما حصل وبما يحصل، بل لم يعط مهلة زمنية لتغيير أسلوبه، وهو كان ملكيا أكثر من الملك بصراعه الإقليمي والحديث عن الاحتلال الإيراني، والعمق العربي، ليجد أن العمق العربي على توافق وانسجام تام مع الجمهورية الإسلامية في إيران. واليوم يقرأ الجميع ويقر، بأن الفريق المعادي لمحور المقاومة ترك وحيد في الصحراء من دون ماء أو طعام، مما يطرح أكثر من سؤال، ماذا سيفعل هذا الفريق الخاسر في لعبة الأمم، للفت أنظار الجميع إليه. كما لا يمكن لهذا الفريق ان يعول على الدعم الدولي للبنان الذي لم يعد موجودا بأولويات الدول، من يراقب سياق تصرف غالبية المجتمع الدولي نحو لبنان يدرك بأن اللعبة الدولية تقوم على زوال لبنان، والأمثلة كثيرة لا تنتهي، منها حماية الغرب لطبقة سياسية فاسدة، إضافة إلى السماح، لمنظومة فاسدة بسرقة مدخرات الدولة من ضرائب وودائع الشعب اللبناني وتعويضاته. بعبارة أوضح أن الغرب سمح لمنظومة فاسدة بإخراج أموال الدولة والشعب إلى الخارج، وبالمقابل سمح بتدفق الملايين من النازحين السوريين إلى لبنان، وعمل على تمويل النازحين وربما من الأموال اللبنانية التي هربت للخارج. ومن يراقب الدعم اللامحدود للنازحين السوريين حيث يقال إن ما تدفعه الأمم المتحدة من مساعدات اجتماعية وتعليمية وطبية للنازحين هو ما بين تسعة او عشرة اضعاف ما قد يمكن أن يحصل عليه اللبناني، مما يعني بأن المجتمع الدولي يسعى جاهدا لإضعاف وتفكيك المجتمع اللبناني، مما ينتج عنه تفكك الدولة، التي هي أصلا متفككة. ومن هنا تحدثت بمقالي عن زوال لبنان 21/6/2018 والذي رفضه غالبية اللبنانيين، ولكن بعد مقالي بعامين بدا الحديث دوليا وجديا عن زوال لبنان. ٢٧‏/ ٠٨‏/ ٢٠٢٠ — وزير خارجية فرنسا لودويان حذر من “زوال لبنان” ٢6‏/ ٠6‏/ ٢٠٢1 — لودويان الفرنسي وبلينكن الأمريكي: قرعا جرس الإنذار الأخطر والتحذير من “زوال لبنان” 04‏/ 2‏/ ٢٠٢2 — وزير خارجية الفاتيكان بول غالاغر يحذر: “زوال لبنان سيكون لحظة سيندم عليها العالم”. لذلك لبنان الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة، والأسباب كثيرة، منها اندثار طبقة سياسية كان لها دورها العالمي والإقليمي بالمحافظة على لبنان، إضافة الى المتغيرات الاقليمية وصعود دول مثل ايران، وافول ادوار مثل الدور الامريكي والروسي، وتقسيم دول ومنها العراق، اضافة الى النازحين السوريين من جهة واللاجئين الفلسطينيين من جهة أخرى، مع إصرار المجتمع الدولي على منحهما الإقامة الدائمة في لبنان إلى أن تحل أزمة الشرق الأوسط، والتي لن تحل إلا بأمر واحد، أما زوال الكيان الإسرائيلي فيعود اللاجئين الفلسطينيين ويعم الاستقرار العالم العربي ويعود النازحين السوريين، أو زوال لبنان، وأمام معادلة زوال أحدهما، نجد أن المجتمع الدولي يعمل جهده على زوال لبنان، وتطبيق نظرية كيسنجر والتي مضمونها “لبنان خطأ تاريخي وزيادة في الجغرافية”. وفي هذه الحالة، وخاصة في بلد طائفي مثل لبنان، تجد كل طائفة مضطرة للانعزال والتقوقع والانغلاق على نفسها، ومحاولة تأمين مقومات استمرارها، بعيدا عن كل ما سمعناه خلال المائة عام المنصرم. وخاصة أنه يوجد فريق مؤمن بهذا النهج، وهو يملك كل الأدوات الإقناع طائفته بالذهاب إلى هذا التقوقع، أولا بسبب عدم قدرته على فرض رؤيته السياسية على الأطراف الأخرى، وكما يؤمن هذا الفريق بالتوجه غربا منذ نشوء لبنان، اليوم هناك فريق كبير وفاعل يؤمن بالتوجه شرقا بسبب ما عاناه من الغرب منذ نشوء لبنان. والفريق الذي خسر الكثير من أوراقه السياسية، بعد الاتفاق الإيراني السعودي، حتما سيتجه للبحث عن معادلات أخرى، منها القول، إنه هو غير مضطر أن يتحمل وزر تواجد النازحين السوريين ومزاحمتهم له، ولا أن يدفع ضريبة الصراع مع إسرائيل من أجل تحرير فلسطين، بل يكفيه أن ينجح بازدهار مناطقه وتطويرها اقتصاديا وسياحيا، وأن يعيد بناء علاقته الدولية بعيدا عن الصراعات الداخلية، مما يجعله يستعيد دوره الفاعل في المنطقة والعالم، وليفعل الفريق الثاني ما يريد، يحارب إسرائيل يعادي أمريكا ويتحالف مع من يحب، لن نتدخل في شؤونه وخياراته ولا نريده أن يتدخل في شؤوننا وخياراتنا. وأمام هذا المشهد السياسي يشعر الجميع بالفتور نحو الانتخابات الرئاسية والاستحقاقات الدستورية، حيث يظهر الاهتمام الفرنسي الذي يعمل جهده على تسويق مبادرته، وهي أن يحصل فريق 8 آذار أو ما يعرف بالمحور الشرقي على رئاسة الجمهورية مقابل حصول فريق 14 آذار أو ما يعرف بالمحور الغربي على رئاسة الحكومة، على أن يتقاسم الفريقان المقاعد الوزارية، مع حصول فرنسا الراعية لهذه المبادرة على ضمانات من كافة الفرقاء على تطبيق شروط البنك الدولي، ومكافحة الفساد. وعلي ما يبدو أن هذه المبادرة تعاني من صعوبات وعقبات داخلية ودولية، بسبب الأولويات بالمنطقة. وأمام هذه الأولويات الدولية والإقليمية مطلوب لبننة الاستحقاق الرئاسي، والجلوس جميعا حول طاولة مستديرة، بعيدا عن الحسابات الإقليمية والدولية، والحسابات الضيقة الداخلية، من اجل كسب بعض الوقت إلى أن تتضح معالم الشرق الأوسط الجديد، لمعرفة اين وكيف سيكون واقع لبنان الجديد، والا الجميع سيخرج خاسرا في الجغرافيا والسياسة.

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة